من دون جدوى ....

وصلتُ إليكِ ..في محاولة لم يُكتب لها النجاح

لأمنحكِ فرصة قراءة تاريخكِ عبر صفحاتي

وبمداد من نبضات قلبي اسكبه بحبكِ الصامت

في داخلي وتحكيه أحرفي بوحدانية غير معتادة

كثيرا ...

الغريب أنكِ سألتِني هذه المرة ..ما هذه الأوراق؟

آه ..لو أمعنتِ نظركِ في عيني ساعتها لكانت

عيناي ستُعلنها وتحكي كل الأسرار ...ولكان كل

شيء سيتم فضحه علي نحو عجيب سيدتي ...

لكني وجدتُ نفسي وبسرعة البرق أُجيبكِ : أنها

فقط أوراق عمل ...فلتسامحيني ولتسامحني

نفسي معكِ وليعفو عني هذا القلب الذي يئن في

جوفي بلا صوت غير دقاته التي تهتف باسمك

في صمت اسطوري غريب ..وقررتُ أن أعود

أدراجي بما أسميته أوراق عمل ..فلن أكشفها

ولنري ما إذا كان الشتاء القادم سيحمل مع

صقيعه رغبةً أخري في مصارحتكِ ...

عُدتُ إلي شارعي وضللتُ طريق البوح

بأسراري.سأدعكِ يارفيقة أسراري وأوراقي

وقلمي ..ياحبيةً لم تعرف قوة حبي يوما حتي

تاريخها هذا ..وكلمات عشقها تموت في

عروقي ..سأُكمل مشواري تائها بين رُموشكِ

تقف الحيرة علي باب قلبي وتطرقه باستمرار

وبشكل مزعج ..

لكني عاهدتُ نفسي أن أُقاوم ذاك الغرور الذي

يملؤ في العادة أذهان الرجال ويُسيل لُعابهم

في حضرة جمال سيدة في منتهي الجمال مثلكِ

سيدتي الرائعة : لم تعُد تُجدي تلك المعزوفات

الباهتة التي أكتبها إليكِ بمداد قلبي وعلي

صفحات أيامي المتلاحقة ..سأتوقف عن تدوين

هذه الألحان المليئة بالحزن لأبحث في عيون

اللحظات القادمةعن بوارق أمل جديدة تنتزع

هذا الألم من قلبي انتزاعا ..وإلا فإنني ياسيدتي

سألحق بقائمة أولئك العاشقين الحالمين تحت

ضوء القمر غير عابئين بأن حورياتهم قد

غادرن المكان وحتي الزمان وتركنهم هناك

يقبلون أحجار الديار وجدرانهاوينادون علي

الليل بطوله وعلي كل عين ولا من مُجيب ..

سامحيني ياحبيبتي إذا ضعتُ في المسافة

فطريقي إليكِ يبدو طويلاً والزمن قصير وأنا

صرتُ منهك القوي بشكل صعب ...

لا أدري إذا كنتُ سأُعانق أوراقي من جديد

لأكتب إليكِ لحني القادم وأنتِ بعدكِ لم تعرفي

أم أن غير هذا سيحدث ..

دعينا ننتظر ...