حالة غياب

انقطعت اخباره منذ مدة طويلة ، فالهاتف تغير و عنوان البريد اشك في صحته ...
و بيني و بينه بحور و دول و مطارات !!!



هل اعلن في صفحة كاملة اني ابحث عنه؟؟؟؟ ماذا لو لم يكن يقرا الجرائد ؟؟؟؟ او لا يتعرض لوسائل الاعلام ؟؟
قد يكون تزوج ، او ترمل او ما يزال اعزبا وسيما و لبقا كما هو تماما في ذاكرتي ..

انه حضوره المستمر الذي يقض نسياني لذلك الزمن ، و تلك الذكريات التي تحاصر صمتي و هروبي حتى
من ذاتي ...


فالحنين اليه و الى صوته ، و اصغائه الملهم يجعلني لا افتا افكر كيف لي ان اجده ..و ازعم ايضا انه يبحث
عني و عن كيفية الوصول الي !!

فهو القاطن في معمورة مزدحمة بالاف البشر فكيف لي ان اجده بينهم و هم كثر يصعب المرور بينهم ؟
ربما رفعت لافتة على احد الجسور لاقول له اين انت ؟ اشتقت اليك فانتبه الى لافتتي فقد اتعبني
تفكيري فيك ...



هل ارتد اروقة الجامعة التي كان يدرس فيها ليكون طبيبا ؟ربما اصبح مشهورا الان لجودة ما يعطي من
علم و اهتمام ...فكل هذه اليكنولوجيا و هذا التسارع في تقريب المسافات ، و ردم الابعاد ، و اختلاق المستحيل
حتى لا يكون هناك مستحيل ..


و على الرغم من هذا ، اخشى ان وجدته الا يكون هو ..فلربما تغيرت معالم روحه ، و لم يعد ذلك المبهج الذي
علمني فن الحياة ذات يوم غائم بالاحزان ...فالاشياء و الاماكن كثيرا ما تخذلنا حين تتغير فكيف بالبشر ؟؟؟؟؟
لكنه السؤال التقليدي الذي يراوح مكانه في ذاكرتي ...كيف هو ؟؟؟ و لا اقل و لا اكثر ..
انه رغبة مضيئه لاطمئن ان الحياة مازالت تحتويه ، و تعده جزء من الاخرين المتعلقين باهدابها فقط ...لا غير





اذا كنت تنوي الغياب و في ذهنك قررت الا تعود فلا تترك من ينتظرك