أسباب الفتور وضعف الإلتزام بالدين ..؟؟
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا ند ولا شبيه ولا مثيل ولا نظير ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده وعبد ربه مخلصاً حتى أتاه اليقين صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين. أما بعد.. فيا عباد الله اتقوا الله تعالى حق التقوى {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْماً لَّا يَجْزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِ شَيْئاً إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ} [لقمان: 33].
معاشر المؤمنين:
لقد أخذ الترف والتعلق بزينة الحياة الدنيا وشهوتها بألباب أفراد من الأمة واستحوذا على عقولهم إلى درجة أنهم أصبحوا ينظرون إلى تعاليم الإسلام وأحكامه على أنها تفسد عليهم متعتهم وبهجتهم بها فاتخذوا كتاب ربهم وسنة نبيهم وراءهم ظهرياً وتولوا وأعرضوا حتى وصل الأمر ببعضهم إلى ترك الطاعة بل ومبارزة الله تعالى بالمعاصي.
حقيقة الترف:
جاء في القاموس: التُّرْفَةُ: النعمة والطعام الطيب، والشيء الظريف تخص به صاحبك، والمترف كمُكرمَ: هو المتروك يصنع ما يشاء لا يُمنَع، والمُتَنَعَّمُ لا يمنع من تنعمه [القاموس المحيط 1026].
والترف هو مجاوزة حد الاعتدال بنعمة أو الإكثار من النعم التي يحصل بها الترف [الترف للأستاذ/ ناصر بن عمار، ص 7].
والمترف هو من أبطرته النعمة وسعة العيش وألهته عن طاعة الله، فتراه حريصاً على زيادة أحواله وعوائده ساعٍ إلى بلوغ الغاية في حاجات الذات الحسية من مأكل ومشرب ومسكن ومركب.
ومن أسباب الترف: تعلق النفس بالشهوات، فقد حبب الله تعالى للبشر زينة الحياة الدنيا وزخرفها، فقال: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ} [آل عمران: 14]، ولا بأس بالحب الفطري والضروري لاستمرار الحياة البشرية، ولكن المترفون يقدمون حب تلك الأشياء على محبوبات الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم ويتشاغلون بها ويركنون إليها حتى يصبحوا أرقاء لها، وقد حذر تعالى في كتابه عباده من تقديم حبهم لشهواتهم وملذاتهم على حبه سبحانه وحب رسوله صلى الله عليه وسلم والعمل لدينه، فقال عز وجل: {قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} [التوبة: 24].
.
لا شك أن بعضنا يعيش اسوأ لحظات حياته وهو لا يعلم ، هذه اللحظات هى الغفلة عن الموت وعن لقاء الله عز وجل وعن يوم القيامة ... وضعف الإيمان والتعلق بالدنيا والإنغماس فى المعاصى .. وفعل كل شىء مما يغضب الله ونقوووووول عادى ، ووالله السعادة كل السعادة فى طاعة الله عز وجل وفى الإلتزام بالدين والتلذذ بالعبادة والإبتعاد عن كل ما لا يرضى الله سبحانه وتعالى .
وهنا نستعرض سوياً أسباب الفتور من الطاعة وضعف الإلتزام بالدين ومن هذه الأسباب :
أولاً : عدم الجدية في أخذ الدين ، فإننا لم نأخذ الدين في الأصل بجد , بل دخلنا فيه هوى وهواية أطالبكم ألان بان يراجع كل منا نفسه فيبدأ بسب التزامه الأول لماذا ارتديت الحجاب؟ لماذا تركت أشرطة الأغاني وأقبلت على القران؟ لماذا تحضري إلى دروس العلم ؟ هل كل هذا لله أم شهوة وحظ للنفس ؟ لابد أن نمحص نياتنا على جمرات الإخلاص , ارجعي إلى البدايات الأولى ولتتهمي نفسك فكثير منا التزم في ظروف غير طبيعية دفعته إلى الالتزام , وبعضنا ولله الحمد التزم مخلصا ويظل السؤال يتردد بداخلك وبقلبك وأمام عينيك :لماذا التزمت ؟
ثانيا : الترف ، وهو مفسد , إذ يتعلق قلب صاحبه بالدنيا وللأسف الشديد إن أكثر الأمة اليوم يعيش ترفا عجيبا دخيلا علينا .
حتى الفقير يحاول أن يفتعل الترف تجده لا يجد إلا قوته الضروري ولكنه يقتطع منه ليقتنى الهاتف المحمول ويشترى أفخر الأثاث ويشترى الدش .
ترف ....ترف...............أما أن يدعى لصدقة على فقير أو لبناء مسجد يبخل ويقدم لك الاعتذارات بضيق الوقت وضيق ذات اليد و...و.... واخجلاه ممن يعلم الأسرار ... نعم انه التنافس على الدنيا ، قال سيدنا عمر اخشوشنوا فان النعمة لا تدوم .
أتدرى يا أختى لماذا لا وقت عندك ؟ لأنك تضيعه في طلب الدنيا أو طلب شهوات النفس . اعلمي يا أختى أن لله حق في وقتك ، فاتق الله ... ولا حول ولا قوة إلا بالله .
وينبغي على كل مسلم أن يعلم: أن الترف والتنعم والرفاهية مما لا يليق بأهل الآخرة، بل اللائق بهم العمل بدين الله والدعوة إليه والذود عنه؛ فما عند الله خير وأبقى، {بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى} [الأعلى: 16، 17]، ومن ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه؛ قال الله تعالى في الحديث القدسي: «أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر» [رواه البخاري - الفتح 6 / 366]، وقال ابن القيم رحمه الله: "قال لي شيخ الإسلام في شيء من المباح: هذا ينافي المراتب العالية، وإن لم يكن تركه شرطاً في النجاة"، ثم قال ابن القيم: "فالعارف يترك كثيراً من المباح إبقاءً على صيانته ولاسيما إذا كان ذلك المباح برزخاً بين الحلال والحرام" [مدارج السالكين 2 / 28]، وقال رحمه الله في الفوائد: "من أراد صفاء قلبه فليؤثر الله على شهوته" [الفوائد 146].
الأحد مارس 22, 2015 12:06 pm من طرف نادين
» حالة عشق
الأحد مارس 22, 2015 11:57 am من طرف نادين
» اريد النسيان
الأحد مارس 22, 2015 11:26 am من طرف نادين
» انت الدرة
الأحد مارس 22, 2015 11:03 am من طرف نادين
» يا حزني
السبت مارس 21, 2015 10:08 am من طرف نادين
» يا حزني
السبت مارس 21, 2015 10:06 am من طرف نادين
» بلا عنوان
الأربعاء نوفمبر 19, 2014 3:46 am من طرف نادين
» السلام عليكم
الإثنين نوفمبر 17, 2014 2:42 pm من طرف نادين
» اللوحة السوداء
الإثنين نوفمبر 17, 2014 2:30 pm من طرف نادين