ولله سبحانه وتعالي عبادة على اللسان، كتلاوة القرآن، والدعاء، والاستغاثة، والاستعاذة، والنذر، والذبح، والحلف، والاستغفار، والتسمية، وبذل النصيحة للمسلمين، والدعوة إلى الله، والقول الحسن!!
وكذلك التروك.
بأن يترك الغيبة، والنميمة، والكذب، وشهادة الزور، والفُحش، والبذاء، والمزاح بالباطل، وما سماه الناس بـ (النكت) وقد قال صلي الله عليه وسلم : «وَيْلٌ لِلّذِي يُحَدّثُ بِالْحَدِيثِ لِيُضْحِكَ بِهِ الْقَوْمَ فَيَكْذِبُ، وَيْلٌ لَهُ وَيْلٌ لَهُ» صحيح الجامع( 1).
وترك الحديث عن أمور النساء وما يتعلق بهن، والحديث معهنّ إلا من ضرورة، والضرورة تقدر بقدرها؛ فإن الشيطان يقذف من وراء ذلك شرًا لا يستطيع منه تخلصًا!!
وكذلك ترك الغناء المحرم، فقد قال الله سبحانه وتعالي: (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ ) (لقمان/٦)
قال الإمام ابن كثير رحمه الله:
«لما ذكر سبحانه وتعالي حال السعداء، وهم الذين يهتدون بكتاب الله وينتفعون بسماعه كما قال سبحانه وتعالي
(اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ) (الزمر23)
عطف بذكر حال الأشقياء، الذين أعرضوا عن الانتفاع بسماع كلام الله وأقبلوا على استماع المزامير والغناء بالألحان وآلات الطرب، كما قال ابن مسعود رضي الله عنه في تفسير هذه الآية: «هو والله الغناء»( رواه ابن جرير بسند صحيح (تفسير ابن كثير ٤٦/11)طبعة اولاد الشيخ ).
وكذا قال ابن عباس، وجابر، وعِكرمة، وسعيد بن جبير، ومجاهد، ومكحول، وعمرو بن شعيب رضي الله عنهم .
وقال الحسن البصري : «أنزلت هذه الآية في الغناء والمزامير».
قال قتادةرحمه الله: «بحسب المرء من الضلالة أن يختار حديث الباطل على حديث الحق، وما يضر على ما ينفع»( رواه ابن جرير بسند صحيح (تفسير ابن كثير ٤٦/11)طبعة اولاد الشيخ).اهـ.
وقال النبي صلي الله عليه وسلم: «ليكوننَّ من أمتي أقوام، يستحلُّون الْحِرَ والحرير، والخمر والمعازف». رواه البخاري
الحِر: الفرج. والمعازف: آلات اللهو والموسيقى.
فذمهم النبي صلي الله عليه وسلم على استحلالها، وقرن ذلك باستحلال الحر.
(أي: استحلال الزنا)، واستحلال الحرير والخمر، وقد وردت أحاديث أخرى كثيرة في السنن والمسند تدل على التحريم والوعيد لمن استحل ذلك أو أصر عليه، ولولا خوف الإطالة لذكرناها وذكرنا كلام أهل العلم عليها، مع أن المؤمن يكفيه دليل واحد صحيح عن النبي صلي الله عليه وسلم .
وقد قال سيحانه وتعالي: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا مُّبِينًا )(الاحزاب/36)
قال ابن القيم رحمه الله: «حكى أبو عمرو بن الصلاح الإجماع عن أهل العلم على تحريم السماع الذي جمع الدف والشبابة وهما آلتان من آلات الموسيقى »
فيا من شك في تحريمه...هذه أدلة التحريم...!!
ويا من عرف الحق، وضعفت عزيمته حتى اجترفته التيارات المنحرفة...ارجع إلى نفسك فحاسبها، وأقنعها بالرجوع عن هذه المعصية القبيحة التي تُنْبِت النفاق في القلب، وتعلقه بغير الله من الصور والنساء والحب والغرام وما من أُغنية إلا وتدور حول ذلك، ومن أباح سماع الأغاني والموسيقى على الرغم من مخالفة ذلك القول لنصوص الكتاب والسنة وأقوال الأئمة اشترط شروطًا معدومة! كأن لا يشتمل الغناء على فُحش وخَنَا، وتشبيب بالنساء. فأين بالله عليك الأغنية التي لا تشتمل على ما ذكرت؟!
واعلم أن من ترك شيئًا لله عوضه الله خيرًا منه، وأن من أصر على المعصية بعد العلم فلا عذر له ويوشك أن يزيغ قلبه عياذًا بالله فيلتبس عليه الحق، ويخسر دينه ودنياه!!
ولا تغتـر أيها الحبيب بعمل الناس، ولكن اعرض أعمالهم على كتاب ربك وسنة نبيك صلي الله عليه وسلم، فإن وجدت فيها تحريم ذلك فاجتنبه، فإن الحساب غدًا على ما في الكتاب والسنة لا على عمل الناس!!
ولا مانع من الترفيه البريء من الإثم، وهو ما أحله الله ورسوله صلي الله عليه وسلم من النظر في جمال المخلوقات من الأنهار والأشجار والجبال ونحوها، والمسابقات والرياضة العاربة من المنكرات ونحو ذلك مما هو حلال نافع في الدين وفي الدنيا.
والله المسؤول أن يطهر البلاد والعباد من هذا المنكر الذي عم شره واستطار ضرره!!
وكذلك ترك تهنئة الكفار بأعيادهم التي يكفرون فيها بالرحمن.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)(المائدة 51)
وقال عز وجل : ( وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ)(الفرقان 72)
قال الإمام ابن كثير رحمه الله «وهذه أيضًا من صفات عباد الرحمن، أنهم:
( وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ)(الفرقان 72)
قيل: هو الشرك وعبادة الأصنام. وقيل، الكذب، والفسق، واللغو، والباطل.
وقال محمد بن الحنفية: «اللهو والغناء».
وقال أبو العالية، وطاوس، ومحمد بن سيرين، والضحاك، والربيع بن أنس وغيرهم: «هي أعياد المشركين».
وعن الزهري: «شرب الخمر».
وقيل: تعمد الكذب على الآخرين.
والأظهر من السياق أن المراد: لا يشهدون الزور. أي: لا يحضرونه.
ولهذا قال: ( وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا)(الفرقان 72)
أي، إذا اتفق مرورهم به مروا ولم يتدنسوا فيه بشيء
الأحد مارس 22, 2015 12:06 pm من طرف نادين
» حالة عشق
الأحد مارس 22, 2015 11:57 am من طرف نادين
» اريد النسيان
الأحد مارس 22, 2015 11:26 am من طرف نادين
» انت الدرة
الأحد مارس 22, 2015 11:03 am من طرف نادين
» يا حزني
السبت مارس 21, 2015 10:08 am من طرف نادين
» يا حزني
السبت مارس 21, 2015 10:06 am من طرف نادين
» بلا عنوان
الأربعاء نوفمبر 19, 2014 3:46 am من طرف نادين
» السلام عليكم
الإثنين نوفمبر 17, 2014 2:42 pm من طرف نادين
» اللوحة السوداء
الإثنين نوفمبر 17, 2014 2:30 pm من طرف نادين