أشكو من جفاف الناحية العاطفية عند زوجي:
قلت: الرجال صنفان: صنف جُبل في بيئته على الجدَّ وعدم الملاطفة واللهو المباح والابتسامة الجميلة، وصنف تربى على الحب والمودة والكلمة الحلوة والعاطفة الجياشة التي تظهر في سلوكه وعلى لسانه.
فالصنف الأول: مهما تكلف، فعطاؤه قليل، ولكن نقول له: هذا لا يمنع أن تسمع زوجك منك الكلمة الطيبة، والابتسامة الحانية، وترى منك طلاقة الوجه وبشاشة المُحيا.
وأنا أخاطبه من هنا، وخاطبيه من بعد:
أخي الحبيب، عن جابر بن سليم رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال له: "ولا تحقرن شيئًا من المعروف، وأن تكلم أخاك وأنت منبسط إليه بوجهك، فإن ذلك من المعروف"(1).
ورواه مسلم عن أبي ذر بلفظ "لا تحقرنَّ من المعروف شيئًا، ولو أن تلق أخاك بوجه طلق".
ومَنْ أحق من زوجك بهذا المعروف، وبهذا الوجه البشوش، وبهذه الكلمة الحانية الطيبة.
(نعم... ما أجدرنا أن نعوّد ألسنتنا على الكلام الطيب في أول حياتنا الزوجية، ومما يتصل بالكلمة الطيبة طريقة إلقائها، فقد تزيد هذه الطريقة ـ إن كانت حلوة عذبة ـ من تأثيرها، وما أجدرنا أن نعوّد عضلات وجوهنا الابتسامة التي تبسط أكثر المسائل تركيبًا وتعقيدًا، وتمنحنا قوة في التغلب على كل المصاعب)(2).لماذا لا تتذكر أخي الحبيب قوله تعالى: { وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً } [البقرة: 83]، وقوله تعالى: { وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ } [الإسراء: 53].
لماذا لا تتذكر أخي الحبيب قوله - صلى الله عليه وسلم -: "إن في الجنة غرفًا يرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها" فقال أبو مالك الأشعري: لمن هي يا رسول الله؟ قال - صلى الله عليه وسلم -: "لمن أطاب الكلام، وأطعم الطعام، وبات قائمًا والناس نيام"(1).
(كم تضيع علينا في حياتنا العائلية والاجتماعية فرص سعادة وغنى وأنس، كنا على مقربة منها لو قلنا كلمة حلوة، ولكنَّا أضعناها عندما لم نلق بالكلمة الطيبة. إن كلمة واحدة تستطيع أن تفعل شيئًا كبيرًا، فبسبب كلمة قامت حروب، وبسبب كلمة تآلفت قلوب.
إن الكلمة الطيبة أغلى عند الزوجة في كثير من الأحيان من الحلي الثمين، والثوب الفاخر الجديد؛ ذلك لأن العاطفة المحببة التي تبثها الكلمة الطيبة غذاء الروح، فكما أنه لا حياة للبدن بلا طعام، فكذلك لا حياة للروح بلا كلام حلو لطيف.
لماذا نهمل الكلمة الطيبة في نطاق الأسرة وهي لا تكلفنا شيئًا؟
إن السعادة كلها ربما كانت كامنة في كلمة فيها مجاملة ومؤانسة يقولها أحد الزوجين لصاحبه أو الوالد لابنه.
أجل... إن علينا أن تكون ألسنتنا رطبة بذكر الله، وبالكلام المعسول الجميل، لاسيما عندما نخاطب أزواجنا... إن المرأة الشرقية عاطفية إلى أبعد الحدود.
إن الخطأ الذي يقوم في حياتنا الزوجية، مبني على فهم خاطئ لفكرة رفع الكلفة، حتى إن كثيرًا من الناس ليقع في الأغلاط المدمرة لحياته الأسرية بحجة رفع الكلفة، يقول أحدهم: إن زوجتي ولدت ولدين أو ثلاثة أو أربعة فلم نعد عروسين نحتاج إلى الملاطفة والمجاملة أو الكلمة المأنوسة، قد مضى وقت ذلك. إن هذا خطأ فادح يجر ذيول التعاسة والشقاء على عش الزوجية، وقد يدمر بناء الأسرة ويقضي على نفسية الأولاد.
لماذا لا تكون الملاطفة مع من نعايش؟ لماذا لا تكون الكلمة الطيبة مع الأزواج والأولاد، ألسنا بشرًا سواء أكنا عرسانًا أم كنا قد تقدمت بنا الأيام والسنون، وسواء أأنجبنا أم لم ننجب؟ ولو أننا نظرنا إلى حياة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع أزواجه، لرأينا أنها مثال الملاطفة والمؤانسة، فلقد كان يؤانسهن ويمازحهن ويُعمر نفوسهن بالكلمة الحلوة، والنظرة الحانية، والتصرف الودود، ويحتمل منهن أخطاءهن.
إن تجاهل حاجة الزوجة إلى العاطفة العذبة التي تفيض بها الكلمة الطيبة، يجعلها تحمل بين جوانبها حجرًا مكان القلب، مما يعكر على الزوج حياته؛ لأننا نعيش بالمعاني لا بالأجساد فقط، وليس في الحجارة من المعاني شيء.
إن رتبة كتف حانية من الزوج، مع ابتسامة مشرقة مقرونة بكلمة طيبة، تذيب تعب الزوجة، وتنعش فؤادها المشرئب للعطف والحنان، فهل لك يا أخي أن تنتبه إلى نفسك، وتتأسى بسيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي يقول الله تبارك وتعالى فيه: { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ } [الأحزاب: 21].
اشكر زوجتك على صحن الطعام اللذيذ الذي قد أعدته لك بيديها... اشكرها بابتسامة ونظرة عطف وحنان.. أثن عليها، وتحدث عن محاسنها وجمالها، والنساء يعجبهن الثناء ويؤثر فيهن... وإذا كان الكذب محظورًا، فقد أباح لك الإسلام طرفًا منه في علاقتك الزوجية، عندما يكون ذلك سببًا لتعميق المودة وتحقيق التفاهم.
اذكر لها يا أخي امتنانك لرعايتها، وخدمتها لك ولبيتك وأولادك، وإن كان هذا من اختصاصاتها، وإن كانت لا تقدم إلا ما تقدمه النساء عادة... لكنَّ ذلك من قبيل الكلمة الطيبة التي تؤكد أسباب المودة والرحمة...
قل لها الكلمة الطيبة ولو نقصتها شيئًا من الطعام والمال والكساء، إنها حينئذ ستسعد وستحس بدفء الحنان والعطف والمودة في أعماق قلبها... وإذا أصبح قلبها مترعًا بهذه المعاني، دفع دماءها حارة مغردة في عروقها... وستندفع في خدمتك، وتعيش معك العمر آمنة مطمئنة، وسوف ترى أنت بريقًا يتراقص في عينيها، وابتسامة مشرقة على شفتيها، وسينطلق لسانها بالحديث عنك وإليك بالكلمة الطيبة)(1).
قلت: الرجال صنفان: صنف جُبل في بيئته على الجدَّ وعدم الملاطفة واللهو المباح والابتسامة الجميلة، وصنف تربى على الحب والمودة والكلمة الحلوة والعاطفة الجياشة التي تظهر في سلوكه وعلى لسانه.
فالصنف الأول: مهما تكلف، فعطاؤه قليل، ولكن نقول له: هذا لا يمنع أن تسمع زوجك منك الكلمة الطيبة، والابتسامة الحانية، وترى منك طلاقة الوجه وبشاشة المُحيا.
وأنا أخاطبه من هنا، وخاطبيه من بعد:
أخي الحبيب، عن جابر بن سليم رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال له: "ولا تحقرن شيئًا من المعروف، وأن تكلم أخاك وأنت منبسط إليه بوجهك، فإن ذلك من المعروف"(1).
ورواه مسلم عن أبي ذر بلفظ "لا تحقرنَّ من المعروف شيئًا، ولو أن تلق أخاك بوجه طلق".
ومَنْ أحق من زوجك بهذا المعروف، وبهذا الوجه البشوش، وبهذه الكلمة الحانية الطيبة.
(نعم... ما أجدرنا أن نعوّد ألسنتنا على الكلام الطيب في أول حياتنا الزوجية، ومما يتصل بالكلمة الطيبة طريقة إلقائها، فقد تزيد هذه الطريقة ـ إن كانت حلوة عذبة ـ من تأثيرها، وما أجدرنا أن نعوّد عضلات وجوهنا الابتسامة التي تبسط أكثر المسائل تركيبًا وتعقيدًا، وتمنحنا قوة في التغلب على كل المصاعب)(2).لماذا لا تتذكر أخي الحبيب قوله تعالى: { وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً } [البقرة: 83]، وقوله تعالى: { وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ } [الإسراء: 53].
لماذا لا تتذكر أخي الحبيب قوله - صلى الله عليه وسلم -: "إن في الجنة غرفًا يرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها" فقال أبو مالك الأشعري: لمن هي يا رسول الله؟ قال - صلى الله عليه وسلم -: "لمن أطاب الكلام، وأطعم الطعام، وبات قائمًا والناس نيام"(1).
(كم تضيع علينا في حياتنا العائلية والاجتماعية فرص سعادة وغنى وأنس، كنا على مقربة منها لو قلنا كلمة حلوة، ولكنَّا أضعناها عندما لم نلق بالكلمة الطيبة. إن كلمة واحدة تستطيع أن تفعل شيئًا كبيرًا، فبسبب كلمة قامت حروب، وبسبب كلمة تآلفت قلوب.
إن الكلمة الطيبة أغلى عند الزوجة في كثير من الأحيان من الحلي الثمين، والثوب الفاخر الجديد؛ ذلك لأن العاطفة المحببة التي تبثها الكلمة الطيبة غذاء الروح، فكما أنه لا حياة للبدن بلا طعام، فكذلك لا حياة للروح بلا كلام حلو لطيف.
لماذا نهمل الكلمة الطيبة في نطاق الأسرة وهي لا تكلفنا شيئًا؟
إن السعادة كلها ربما كانت كامنة في كلمة فيها مجاملة ومؤانسة يقولها أحد الزوجين لصاحبه أو الوالد لابنه.
أجل... إن علينا أن تكون ألسنتنا رطبة بذكر الله، وبالكلام المعسول الجميل، لاسيما عندما نخاطب أزواجنا... إن المرأة الشرقية عاطفية إلى أبعد الحدود.
إن الخطأ الذي يقوم في حياتنا الزوجية، مبني على فهم خاطئ لفكرة رفع الكلفة، حتى إن كثيرًا من الناس ليقع في الأغلاط المدمرة لحياته الأسرية بحجة رفع الكلفة، يقول أحدهم: إن زوجتي ولدت ولدين أو ثلاثة أو أربعة فلم نعد عروسين نحتاج إلى الملاطفة والمجاملة أو الكلمة المأنوسة، قد مضى وقت ذلك. إن هذا خطأ فادح يجر ذيول التعاسة والشقاء على عش الزوجية، وقد يدمر بناء الأسرة ويقضي على نفسية الأولاد.
لماذا لا تكون الملاطفة مع من نعايش؟ لماذا لا تكون الكلمة الطيبة مع الأزواج والأولاد، ألسنا بشرًا سواء أكنا عرسانًا أم كنا قد تقدمت بنا الأيام والسنون، وسواء أأنجبنا أم لم ننجب؟ ولو أننا نظرنا إلى حياة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع أزواجه، لرأينا أنها مثال الملاطفة والمؤانسة، فلقد كان يؤانسهن ويمازحهن ويُعمر نفوسهن بالكلمة الحلوة، والنظرة الحانية، والتصرف الودود، ويحتمل منهن أخطاءهن.
إن تجاهل حاجة الزوجة إلى العاطفة العذبة التي تفيض بها الكلمة الطيبة، يجعلها تحمل بين جوانبها حجرًا مكان القلب، مما يعكر على الزوج حياته؛ لأننا نعيش بالمعاني لا بالأجساد فقط، وليس في الحجارة من المعاني شيء.
إن رتبة كتف حانية من الزوج، مع ابتسامة مشرقة مقرونة بكلمة طيبة، تذيب تعب الزوجة، وتنعش فؤادها المشرئب للعطف والحنان، فهل لك يا أخي أن تنتبه إلى نفسك، وتتأسى بسيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي يقول الله تبارك وتعالى فيه: { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ } [الأحزاب: 21].
اشكر زوجتك على صحن الطعام اللذيذ الذي قد أعدته لك بيديها... اشكرها بابتسامة ونظرة عطف وحنان.. أثن عليها، وتحدث عن محاسنها وجمالها، والنساء يعجبهن الثناء ويؤثر فيهن... وإذا كان الكذب محظورًا، فقد أباح لك الإسلام طرفًا منه في علاقتك الزوجية، عندما يكون ذلك سببًا لتعميق المودة وتحقيق التفاهم.
اذكر لها يا أخي امتنانك لرعايتها، وخدمتها لك ولبيتك وأولادك، وإن كان هذا من اختصاصاتها، وإن كانت لا تقدم إلا ما تقدمه النساء عادة... لكنَّ ذلك من قبيل الكلمة الطيبة التي تؤكد أسباب المودة والرحمة...
قل لها الكلمة الطيبة ولو نقصتها شيئًا من الطعام والمال والكساء، إنها حينئذ ستسعد وستحس بدفء الحنان والعطف والمودة في أعماق قلبها... وإذا أصبح قلبها مترعًا بهذه المعاني، دفع دماءها حارة مغردة في عروقها... وستندفع في خدمتك، وتعيش معك العمر آمنة مطمئنة، وسوف ترى أنت بريقًا يتراقص في عينيها، وابتسامة مشرقة على شفتيها، وسينطلق لسانها بالحديث عنك وإليك بالكلمة الطيبة)(1).
الأحد مارس 22, 2015 12:06 pm من طرف نادين
» حالة عشق
الأحد مارس 22, 2015 11:57 am من طرف نادين
» اريد النسيان
الأحد مارس 22, 2015 11:26 am من طرف نادين
» انت الدرة
الأحد مارس 22, 2015 11:03 am من طرف نادين
» يا حزني
السبت مارس 21, 2015 10:08 am من طرف نادين
» يا حزني
السبت مارس 21, 2015 10:06 am من طرف نادين
» بلا عنوان
الأربعاء نوفمبر 19, 2014 3:46 am من طرف نادين
» السلام عليكم
الإثنين نوفمبر 17, 2014 2:42 pm من طرف نادين
» اللوحة السوداء
الإثنين نوفمبر 17, 2014 2:30 pm من طرف نادين