الدعاء بظهر الغيب

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وآل محمد
الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

من ألطاف الله سبحانه وتعالى أن جعل للبشر وازعا داخليا يحركهم نحو الفضيلة أوالفضائل وجعل فيهم النفس اللوامة التي توقظهم في حالة السبات الذي يسيطر عليهم أحيانا
وطبيعي أن التوفيق الالاهي ضروري للحركة الدائمة وخاصة في حالة الصراع النفسي نحو الإيجاب والسلب
حب الذات أحيانا يسيطر على مجريات الأمور ويجعل من الهدف الإنساني أمرا ثانويا قابل للإنعدام في ظل سمو الفضائل وتدرجها الى الأوج حيث أنها قابلة للصعود الى مراتب عالية بعكس قوس النزول الى الأسفل وانعدام مابنته الأيام من تكامل نفسي وروحي وبالتالي البدء من البداية جهد جديد
من الأمور الجيدة الدعاء للآخرين في ظهر الغيب ونبذ الأنانية وحب الخير لهم لأنها مقدمة لنتيجة ايجابية تعود على الداعي بالخير والبركة وفي نفس الوقت تلبية لطلب مؤمن أومؤمنة تأتي أكلها بفضل الله سبحانه وتعالى حيث أنه منبع الجود والفضل والكرم
وهذه فضيلة تحتاج لغربلة النفس من أطماع الشيطان الذي يتربص للبشر الدوائر ويحاول جاهدا منع سبل الخير
وتقوية جانب الأنانية والعود بالخسارة على المؤمن
روي عن الإمام الصادق عليه السلام قوله : (دعاء المرء لاخيه ، بظهر الغيب ، يدرالرزق ، ويدفع المكروه)
وروي عن الاِمام أبي جعفر الباقر عليه السلام ، في قوله تعالى : (ويسيتجيبُ الذين آمنُوا وعمِلُوا الصَّالحاتِ ويزيدُهُم من فَضلِه) ، قال عليه السلام : (هو المؤمن يدعو لاَخيه بظهر الغيب ، فيقول له الملك : آمين ، ويقول الله العزيز الجبار: ولك مثل ماسألت، وقد أعطيت ماسألت بحبّك إياه )
(لكافي 2 : 368 | 3 .)
أحيانا يطلب منا الدعاء للآخرين اذا احتاجوا للدعاء باي صورة من الصور التي تمر عليهم كمرض أوزواج اوعسر دين أوأي معضلة تعصف بهم وأحيانا لايطلب منا الدعاء انما علمنا بحاجة لمؤمن أومؤمنة فتوجهنا بالدعاء لهم دون طلب منهم وهذه حالة راقية من الالتفات والاهتمام بحوائج الآخرين وفيها الخير والبركة للطرفين ومن يوفق لهكذا حالة فليشكر الله سبحانه وتعالى ويطلب المزيد من التوفيق لإدخال السرور على من هم حوله من المؤمنين والمؤمنات
من أهم الاسباب في استجابة الدعاء ، أن يقبل الداعي على الله تعالى بقلبه ،
وأن لايكون دعاؤه بلسانه ، وقلبه مشغولا بشؤون الدنيا ،
وقد روي عن الامام الصادق عليه السلام قوله :
(إن الله عزوجل لا يستجيب دعاء بظهر قلب ساه. فإذادعوت فاقبل بقلبك ، ثم استيقن الاجابة )
وقال عليه السلام لبعض اصحابه : (إذا دعوت فاقبل بقلبك ، وظن حاجتك بالباب )
إن اتجاه الانسان بقلبه وعواطفه ، في حال دعائه ، شرط أساسي ، في نجاح دعائه.
وينبغي للداعي ، قبل أن يشرع في دعائه ، أن يمجد الله ، ويذكر الطافه ، ونعمه عليه، ثم بعد ذلك يدعو
كما روي عن الإمام الصادق عليه السلام : (اياكم ، إذا أراد أحدكم ، أن يسأل ربه شيئا من حوائج الدنيا والآخرة ، حتى يبدأبالثناء على الله عزوجل ، والمدح له ، والصلاة على النبي صلى الله عليه وآله ، ثم يسأل الله حوائجه)
وروي أيضا عنه عليه السلام: إن في كتاب الامام أمير المؤمنين عليه السلام : ان المدحة قبل المسألة ، فإذا دعوت الله عزوجل فمجده ، قلت : كيف أمجده ؟ قال : تقول :
(يَاَ مَنْ هُوَ أَقرَبُ إليَّ مِن حَبْلِ الوَرِيدِ ، يا فَعَّالاً لِمَايُرِيدُ ، يا مَنْ يَحُولُ بَين المَرْءِ وَقَلْبِهِ ، ويا مَنْ هُوَ بالمَنْظَرِالاَعْلى ، يا مَنْ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شيْء)
وعنه عليه السلام أيضا : (إذا إردت أن تدعو فمجد الله عزوجل ، وأحمده ، وسبحه ، وهلله ، وأثن عليه ، وصلي على محمد صلى الله عليه وآله ، ثم سل تعط ..)
ومن موجبات إستجابة الدعاء ، ونجاحه ، الصلاة على النبي وآله ، قال عليه السلام :
لا يزال الدعاء محجوبا ، حتى يصلي على محمد وآل محمد.
وعنه عليه السلام (من دعا ولم يذكر النبي صلى الله عليه وآله ، رفرف الدعاء على رأسه ، فإذا ذكر النبي صلى الله عليه وآله ، رفع الدعاء00لقد جعل الله تعالى الصلاة على نبيه العظيم ، من الوسائل الفعالة ، في استجابة الدعاء)